تتطلع مصر للانضمام إلى مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، ويضع رئيسها محمد مرسي هذه المسألة على رأس جدول أعماله في زيارته التي بدأها الثلاثاء إلى البرازيل.
ويداعب المصريين حلم النهوض بعد بزوغ نجم مجموعة البريكس المشتملة على البرازيل وروسيا والهند الصين وجنوب أفريقيا.
وتريد مصر الاستفادة من تجربة دول المجموعة التي يتوفر لها رصيد هائل من احتياطيات النقد الأجنبي، وحصة كبيرة من الصادرات الدولية، وغير ذلك من نجاحات على الصعيد التنموي مثل مواجهة الفقر والبطالة، وارتفاع نسب التعليم، وزيادة الإنفاق على البحث العلمي.
ولكن هل بإمكان مصر أن تلتحق بهذه المجموعة؟ وهل يمكن أن يتحقق ذلك في الأجل القصير أو المتوسط؟ الخبراء يرون فكرة انضمام مصر إلى مجموعة البريكس حلمًا قد يصعب عليها تحقيقه في ظل الظروف الحالية، ولكنهم لا يمانعون من المحاولة، والاستفادة من تجربة تركيا في محاولتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لم يتحقق لتركيا هدفها حتى الآن، ولكنها بهذه المحاولة رفعت من أداء اقتصادها بمعدلات كبيرة.
وفي حديث وزير المالية المصري الأسبق سمير رضوان للجزيرة نت، أوضح أن البريكس تكونت في مؤتمر كانكون بالمكسيك عام 1999 من رحم المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، وكانت في ذلك الوقت تتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين، وعُرض على مصر الانضمام حينها، غير أنها لم ترد بشكل واضح بالقبول أو الرفض.
وأكد رضوان أن هذا التأخير ضيّع على مصر فرصة كبيرة لنيل عضوية المجموعة، وكان من شأن الانضمام أن يمنح الاقتصاد المصري أداء آخر يغيّر وجه معيشة المصريين من فقر وبطالة وأمية وغير ذلك من العلل الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن جنوب أفريقيا نجحت عام 2011 في الانضمام إلى المجموعة، وأن دولا أخرى تنتظر قبولها مثل تايلند وإندونسيا بعد استيفائها شروط الانضمام.
وعما تتميز به المجموعة، يبين رضوان أنها باتت ذات مساهمات اقتصادية كبيرة، ولذلك وضعت شروطا للانضمام تتعلق بمستوى دخل الفرد، ونسبة مساهمة الصناعة والصادرات في الناتج المحلي الإجمالي، وهي شروط لا تتوفر في وضع مصر الاقتصادي حاليًا.
وحول إمكانية أن تصبح مصر عضوا بالمجموعة، أوضح أن كل شيء ممكن، بشرط أن تكون هناك جدية في التنفيذ وتبني هذا الهدف، وعلى مصر أن تستفيد من تجربة الإصرار التركية في محاولتها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم شروطه القاسية.
ويضيف رضوان أنه رغم استيفاء تركيا العديد من الشروط الأوروبية لم تنضم إلى الاتحاد، غير أنها في النهاية نجحت في تطوير المجتمع التركي اقتصاديا واجتماعيا، وهو الدرس الذي يمكن أن تتعلمه مصر من محاولتها الانضمام إلى البريكس.
من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي فخري الفقي أن انضمام مصر إلى البريكس حلم بعيد المنال، في ظل أداء الاقتصاد المصري الضعيف حاليا.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن شروط الانضمام إلى المجموعة شديدة الصعوبة بالنسبة لمصر حاليا، فالمجموعة تشترط وجود حجم من الناتج المحلي يسمح بالتبادل التجاري مع أعضائها، وأن تتوفر القدرة على تسوية المعاملات التجارية البينية بالعملات المحلية، وأن يكون لديها زيادة حجم معين من التبادل التجاري مع دول المجموعة.
ويبين الفقي أن وضع مصر الحالي لا يستوفي هذه الشروط، فعلاقاتها مع دول المجموعة تشهد ارتفاعا مع الصين وروسيا فقط، بينما هي محدودة مع باقي الدول. كما أن مصر لا تتوفر لها الإمكانية على تسوية معاملاتها التجارية مع دول المجموعة بالعملة المحلية.
وأكد أن معاملات مصر التجارية والاقتصادية لا تزال تتركز مع أميركا ودول الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 75%، مطالبا الحكومة بالاستفادة من الاتفاقيات الإقليمية والدولية لتنشيط الاقتصاد، ومن ثم الدخول في عضوية تجمعات جديدة.