قدم الرئيس المصري محمد مرسي وعودًا بالنهوض بقطاع السياحة أثناء حملته الانتخابية، منها استهداف تحقيق 20 مليون سائح سنويًا، في وقت تعد فيه السياحة من أكثر القطاعات الاقتصادية التي تضررت بأحداث ثورة 25 يناير. ولا يزال القطاع يعمل بحدود 75% من طاقته التي كان عليها قبل الثورة.
وكان عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية عادل عبد الرزاق قد كشف قبل أيام للجزيرة، أن الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة في الأشهر الـ17 الماضية تفوق عشرة مليارات دولار، كما فقد مليون وظيفة.
وقد أثيرت عدة تخوفات تجاه قطاع السياحة بسبب بروز الإسلاميين في المشهد السياسي في مصر، حيث استخدمت فزاعات من قبيل منع السياحة الشاطئية، ومنع الأجانب من تناول الخمور.
وقد شهدت السوق السياحية في مصر تحركًا ملحوظًا بعد تولي مرسي رئاسة الجمهورية، ويتفاءل بعض العاملين في قطاع السياحة بينما يطالب البعض الآخر بخطاب أكثر انفتاحاً لعودة السياحة إلى ما كانت عليه، وضرورة عودة الأمن بشكل كامل حتى يتحقق ما تضمنه البرنامج الانتخابي للرئيس مرسي.
وفي إطار التأكيد على تطبيق وعود مرسي في قطاع السياحة، وبعد أدائه اليمين الدستورية بيومين، وزع أعضاء حزب الحرية والعدالة هدايا على السائحين الذين يزورون المتحف المصري في وسط القاهرة. ومن أبرز هذه الهدايا ورق البردي الممهور بتوقيع رئيس الجمهورية، وهو ما اعتبر خطوة مهمة من قبل الحزب لتشجيع السياحة، كما أعلن الأخير عن اتخاذ مجموعة من الخطوات في هذا الإطار لدعم القطاع.
"
المرشد السياحي أحمد أبوسحلي يشير إلى زيادة حركة السياح في المتحف المصري، كما أن سياحاً انقطعوا عن مصر في الفترة الماضية بدؤوا يعودون، كسياح إسبانيا وأميركا اللاتينية
"
ويقول المرشد السياحي أحمد أبوسحلي للجزيرة نت إن هناك حركة ملحوظة لتحسين أداء السياحة في مصر، ففي داخل المتحف المصري بدأت الحركة تزداد بشكل ملحوظ، كما أن بعض السائحين الذين انقطعوا عن البلاد في الفترة الماضية بدؤوا يعودون، ومنهم على سبيل المثال سائحو إسبانيا وأميركا اللاتينية، وإن كان ذلك قد تحقق بشكل طفيف.
ويضيف أبوسحلي أن معدلات الإشغال الفندقي في الغردقة وشرم الشيخ تشهد تزايداً ملحوظًا يفوق نسبة 85%.
وحول إمكانية أن تحقق السياحة طفرة كما حدث في بورصة القاهرة خلال الأسبوع الماضي عقب انتخاب مرسي رئيسا للبلاد، أجاب أبوسحلي بأن وضع البورصة مختلف، ولكن التطور في حركة السياحة بالغردقة وشرم الشيخ يدعو إلى التفاؤل بمستقبل السياحة في مصر.
ويتفق محمد حسين -وهو مرشد سياحي أيضا- مع أبوسحلي في وجود تحسن طفيف بحركة السياحة، خاصة في المناطق الآمنة مثل الغردقة، وإن كان ذلك يرجع إلى وجود المصريين بكثرة لقضاء إجازات الصيف والرجوع قبل رمضان.
ويضيف حسين للجزيرة نت أن المطلوب هو تحقيق الأمن بصورة كاملة، فوجود عمليات خطف لبعض السائحين خلال الشهرين الماضيين أثر سلباً على السياحة.
ويؤكد المرشد السياحي ضرورة أن تصدر الأحزاب الإسلامية وثيقة تتعهد فيها بدعم السياحة بشكل واضح، لأن الصورة التي عكسها الإعلام في الغرب عن أداء البرلمان المصري كانت في غاية الخطورة على صورة السياحة المصرية، وكذلك تصرف بعض شركات التأمين على السائحين بالخارج، والتي صورت الوضع الأمني في البلاد على غير حقيقته، حيث قصرت التأمين على السائحين حال وجودهم في الفندق فقط، وإذا غادروا الفندق يكونون قد خالفوا شروط عقد التأمين عليهم.
ويطالب حسين وزارة السياحة والشركات المصرية بتبني حملات ترويجية في الخارج تستهدف استضافة ممثلين لوسائل الإعلام الغربية لكي ينقلوا رسائل تطمئن السائح الغربي لكي يعود إلى مصر، بدلاً من ذهابه إلى مقاصد سياحية أخرى أكثر أمنًا من وجهة نظره.
وحسب بيانات منظمة السياحة العالمية فإن 14 مليون سائح زاروا مصر عام 2010، وناهزت إيرادات القطاع السياحي 13 مليار دولار، غير أن عدد السياح تراجع في العام الماضي بـ32% بفعل تداعيات الثورة وما تلاها من اضطرابات. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، زاد عدد السياح القادمين إلى مصر بنحو 29%