سيكون المكتب الإقليمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في موقف حرج بسبب غياب الباحث الرئيسي لتقرير التنمية الإنسانية العربية، عن حفل الإعلان عنه في 20 يوليو/تموز الحالي ببيروت، إذ من المتعارف عليه أن يقدم التقرير باحثه الرئيسي، وبخاصة أن الدكتور مصطفى كامل السيد –أستاذ العلوم السياسية- برر غيابه بتدخلات موظفي البرنامج وإدخال تحويرات على التقرير.
وأشار الدكتور مصطفي إلى أن مظاهر التدخل من قبل موظفي المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في تقرير "تحديات أمن الإنسان في الوطن العربي" شملت حذف فصل بالكامل يحمل عنوان "مناقشة عربية لمفهوم الأمن الإنساني" واختزال فصل كامل عن صراعات الهوية بالدول العربية، إلى صفحتين فقط، مما أدى إلى شبه غياب للموضوع من صفحات التقرير.
"
تضمنت الصيغة النهائية للتقرير من قبل موظفي البرنامج الإنمائي، معالجة غير متوازنة لقضية مهمة تناولها الباحثون وهي الأمن الشخصي للأفراد في الوطن العربي
"
وعقب مصطفى على هذا التعديل بأنه أتى استجابة لمطالب بعض الدول العربية الأقل ديمقراطية في المنطقة. كما تم تهميش خطورة الاحتلال الغربي الأميركي الإسرائيلي لبعض الدول العربية ( فلسطين، الجولان، العراق، الصومال) على أمن الإنسان العربي، وهو ما يعد مجاملة لأميركا وإسرائيل على حساب القضايا العربية.
وتضمنت الصيغة النهائية للتقرير من قبل موظفي البرنامج الإنمائي، معالجة غير متوازنة لقضية مهمة تناولها الباحثون وهي الأمن الشخصي للأفراد في الوطن العربي. وذكر مصطفي أن بعض أعضاء الهيئة الاستشارية للتقرير كانت لديهم ميول لرفض موضوع التقرير، وهو "أمن الإنسان العربي، بل طالب بعضهم أن يتناول تقريرنا الجوانب الإيجابية للاحتلال الأميركي للعراق".
وفي حين رصد التقرير مجموعة من التهديدات لأمن الإنسان العربي، منها ما يتعلق بالاحتلال الأجنبي أو صراعات الهوية، أو أساليب الدولة القمعية, وغياب الأمن الشخصي، تعمد موظفو البرنامج الإنمائي عدم ظهور ذلك بوضوح في النسخة النهائية للتقرير، بينما ركزوا على جوانب أخرى كالبطالة، والفقر، ونقص الغذاء، ونقص الرعاية الصحية.
وأشار مصطفي أيضاً إلى قيام موظفي البرنامج بحذف بعض المساهمات المهمة لكتاب عرب بارزين من أمثال الدكتور جورج أبي صعب -القاضي الدولي المعروف، والمقيم في سويسرا– وكانت مساهمته بعنوان "التدخل الإنساني".
كما حذفت مساهمة الدكتور سمير أمين، وكانت بعنوان "نقد النظام الاقتصادي العالمي الحالي" والأستاذة أحلام مستغانمي – الروائية الجزائرية – وكانت مساهمتها بعنوان "رؤية للحرب الأهلية في الجزائر".
كما حذفت مساهمة طالبة عربية من تونس تمثل مساهمة الشباب العربي في التقرير، وكانت مساهمتها بعنوان "طبيعة القمع في دول عربية تدعي الديمقراطية".