يقول ابن القيم رحمه الله: (فإن الشريعة ميناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها ) . فالله - عز وجل - فرض الزكاة، فريضة مالية، يتعبد بها الناس لربهم، ومن حكمتها تحقيق التكافل الاجتماعي، والترابط الأخوي بين أفراد المجتمع. فبعد أن يُقر الإنسان بالعبودية لله - عز وجل - يطمئن إلى شيئين مهمين في حياة الناس، هما: العمر والرزق، بإيمانه أنهما بيد الله ومقاديره، لا ينازع الله فيهما أحد من خلقه، ويطمئن أيضًا على تحقيق مستوى من المعيشة الكريمة، من خلال عمله وكسبه، فإن عجزت به إمكانياته عن تحقيق متطلبات معيشته الكريمة، وجد في الزكاة ما يؤمن احتياجاته الأصلية، فيكون له حد الكفاية لا الكفاف.