الرئيسية / العالم العربي / مبعوثة عربية لحماية النساء والأطفال

مبعوثة عربية لحماية النساء والأطفال

  • بقلم: أ. عبد الحافظ الصاوي
  • 21-10-2010
  • 101
مبعوثة عربية لحماية النساء والأطفال
  • المصدر: الجزيرة

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عزمه تعيين مبعوثة سلام للمساعي الحميدة، من أجل حماية النساء والأطفال في مناطق النزاعات المسلحة بالمنطقة، على أن يكون من مهامها الزيارات الميدانية والسعي لتوفير الحماية للنساء والأطفال خلال النزاعات، ومراعاة الاحتياجات الخاصة للنازحين والمشردين خلال إعادة التوطين والإدماج والتأهيل.

 

جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للأمين العام في الحفل الذي أقيم بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، للإعلان عن تقرير حالة سكان العالم لعام 2010، الذي جاء تحت عنوان "من النزاعات والأزمات إلى مرحلة التجديد: أجيال التغيير".

 

وأشاد الأمين العام بالتقرير لتخصيصه فصلين أحدهما عن معاناة المرأة الفلسطينية من جراء الإغلاق في مناطق الضفة والحصار في غزة، حيث تفتقر النساء إلى وجود رعاية طبية مناسبة في فترات الحمل، وأثناء الولادة، مما يعرض حياتهن للخطر، والفصل الآخر عن معاناة المرأة العراقية المهاجرة، وما تعانيه من صعوبة العيش في ظل ملاذ غير آمن.    

 

"
تقرير حالة سكان العالم يركز على أن المرأة نادرا ما تكون سببا وراء شن الحروب، لكنها في أحيان كثيرة تكون الأكثر تأثرا بعواقب هذه الحروب
"

تأخر عربيمن جانبه، أشار المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالمنطقة العربية حافظ شقوير، إلى أن تقرير هذا العام يتزامن مع ذكرى مرور عشر سنوات على قرار مجلس الأمن رقم 1325، الذي أدان العنف ضد النساء والفتيات في حالات النزاع، ودعا إلى مشاركة النساء في مبادرات بناء السلام في جميع أنحاء العالم.

 

وأضاف أن هناك عدة دول وضعت خطط عمل وطنية للانضمام للجهود الدولية لحماية المرأة ومشاركتها في القرارات المتعلقة بالحرب والسلام، ولكن لا توجد دولة عربية واحدة من بين تلك الدول، ولذا دعا شقوير الدول العربية للانضمام إلى الجهود الدولية في هذا المضمار.

 

وأوضح شقوير أن التقرير يركز على أن مشاركة المرأة في عملية بناء السلام تشكل عاملا رئيسيًا لا بد منه لكي تكلل هذه العملية بالنجاح، كما يركز أيضا على أن المرأة نادرا ما تكون سببا وراء شن الحروب، لكنها في أحيان كثيرة تكون الأكثر تأثرا بعواقبها، كما هو الحال في بلدان عربية مثل فلسطين والعراق والسودان والصومال.

 

وأشار شقوير إلى المنحى الجديد الذي اتخذه التقرير هذا العام، وهو تناوله لشواهد عملية لبلدان عاشت حالات نزاع وصراعات، وكيف واجه السكان فيها الآثار السلبية لهذه الصراعات والحروب، وخاصة تلك النماذج البناءة، التي تقدم جهودها لخدمة سكان البلدان التي تعيش فيها، وقد يعرضها هذا لكثير من الخطر.

 

نموذج بارز

وعرض التقرير في هذا الشأن، نموذجا بارزا لأداء امرأة فلسطينية هي فايزة شريم، التي أقامت غرفة توليد بمنزلها أثناء الاعتداء الإسرائيلي على غزة، واستطاعت القيام بتوليد 52 امرأة فلسطينية، فضلا عن خروجها إلى بعض البيوت أثناء الهجمات لأداء نفس المهمة مما عرض حياتها للخطر من أجل إنقاذ آخرين.

 

وقد استحقت هذه السيدة جائزة دولية من جمعية الأميركيين المناصرين لصندوق الأمم المتحدة للسكان، لكنها لم تتمكن من مغادرة غزة بسبب الحصار المفروض من قبل إسرائيل على القطاع.


"
مثلت النساء 47% من اللاجئين وطالبي اللجوء على مستوى  العالم، في حين مثل الأطفال الأصغر من 18 سنة نسبة 41% 
"

أرقام مقلقة

وقد أشار تقرير حالة سكان العالم 2010 إلى أن الأرقام الخاصة بالنساء والأطفال، التي تخص اللجوء والتشرد الداخلي، أثارت قلق مفوضة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد مثلت النساء 47% من اللاجئين وطالبي اللجوء، كما تمثل النساء 50% من المشردين داخليًا، في حين  شكل الأطفال الأصغر من 18 سنة نسبة 41% من اللاجئين وطالبي اللجوء.

وقد بلغ عدد المشردين ومن أخرجوا من ديارهم على مستوى العالم نحو 40 مليون شخص.

وعن أوضاع العراقيين في هذا المضمار يبين التقرير أنه في عام 2001 كان هناك 4.8 ملايين عراقي يصنفون تحت بند "مثار قلق"، أي أنهم لا يشعرون بالأمن للعيش في بلدانهم، وقد بقي من هؤلاء نحو 2.6 مليون شخص داخل بلدهم، واستطاع 1.9 مليون شخص الخروج من العراق.